"وحيداً في المنزل"؟ - استخدام الأطفال للإنترنت أثناء الجائحة
لقد غيّر وباء كوفيد-١٩حياتنا بعدة طرق، فالعمل والدراسة من المنزل يجبران الوالدين والأطفال على تعلم طرق جديدة لاستخدام الإنترنت. إذا كنت أحد الوالدين فقد تكون قلقًا بسبب الوقت الكثير الذي يقضيه طفلك على الإنترنت وهو يتواصل مع أصدقائه، ولكنه لا يزال وحيدًا إلى حد ما بسبب عمليات الحظر.
أجرى مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية والعديد من فرق البحث دراسة حول كيفية تأثير الوباء على الأنشطة عبر الإنترنت للأطفال في الاتحاد الأوروبي. شاركت خمس عشرة دولة في الدراسة وتم نشر نتائج الدراسة من أيرلندا والتي تقدم لنا نظرة ثاقبة لما يحدث مع أطفالنا.
أولاً، يجب أن تعلم أنه إذا كنت قلقًا، فأنت لست وحدك. قال أكثر من نصف الآباء الذين تم سؤالهم في الدراسة أنهم قلقون بشأن كيفية تأثير الوباء على أطفالهم. القلق الأكثر شيوعًا والذي يتشارك فيه ثلثا الآباء هو العزلة الطويلة التي تؤثر على الصحة العقلية للأطفال مما يسبب الاكتئاب أو الإرهاق. هناك مخاوف رئيسية أخرى تتمثل في قضاء الأطفال وقتًا طويلاً على الإنترنت والتخلف عن عمل الواجبات المدرسية أو الفشل في الاختبارات واحتمال التعرض للتنمر الإلكتروني أو التفاعل عبر الإنترنت مع الأنواع الخطأ من الأشخاص.
العديد من هذه المخاوف منشؤها مخاطر حقيقية، فقد أفاد أكثر من ربع الأطفال المشاركين في الدراسة أنهم كانوا ضحايا التنمر الإلكتروني أثناء الحظر وقال نصفهم أنهم شهدوا تنمرًا إلكترونياً على شخص آخر. يمكن أن تحدث هذه الحوادث في أي مكان عبر الإنترنت، على وسائل التواصل الاجتماعي أو في مكالمات الفيديو أو غرف الدردشة أو البريد الإلكتروني أو تطبيقات المراسلة. وقد ازداد التنمر الإلكتروني أثناء الحظر، كما أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن أقل من نصف الضحايا أخبروا والديهم بما حدث. بصفتك أحد الوالدين يجب عليك الجلوس والتحدث مع طفلك وإخباره عن التنمر الإلكتروني وكيفية التعرف عليه والتأكد من أنه يعرف أنه ليس لوحده مع مشاكله. نقدم المزيد من النصائح حول هذا الموضوع هنا
لا يعتبر التنمر الإلكتروني هو الخطر الوحيد على الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً على الإنترنت دون مشاركة الوالدين. أَبلغَ أكثر من ثلث الأطفال عن رؤية مناقشات أو صور لأشخاص يؤذون أنفسهم جسديًا، وشاهد عدد أكبر منهم صورًا دموية أو عنيفة لأشخاص يؤذون الآخرين أو الحيوانات. ما يقرب من نصف الأطفال واجهوا كلامًا يحض على الكراهية وتعرض عدد مماثل لمحتوى يروج لـ"النحافة المفرطة" و "إدمان النحافة". تشير هذه العبارات إلى اتباع النحافة غير الطبيعية وغير الصحية كمثال للجمال ويشجع أنصار هذه الأفكار فقدان الشهية العصبي والشره المرضي لتحقيق مقاييس الجمال من وجهة نظرهم. وهذه الأفكار يمكن أن تسبب أضرارًا نفسية ومشاكل صحية طويلة الأمد وحتى الموت وقد أفاد الأطفال أنهم شاهدوا الكثير من هذه المشاهد أثناء فترة الحظر أكثر من السابق. كما هو الحال مع التنمر الإلكتروني، بصفتك أحد الوالدين فإن أفضل ما يمكنك فعله هو التأكد من أن أطفالك يعرفون أنك موجود من أجلهم ويمكنهم التحدث إليك بشأن أي شيء يعثرون عليه عبر الإنترنت.
لكن ليس كل شيء على الإنترنت كئيبًا وسلبيًا، فقد أظهر الاستطلاع أيضًا بعض الأمور الإيجابية. أظهر الاستطلاع أن الأطفال عمومًا يجيدون مهارات الإنترنت، ولديهم خبرة في استخدام تطبيقات اجتماعات الفيديو بسهولة. كما أن ثلاثة أرباع الأطفال يعرفون ما هي المعلومات التي يمكن والتي لا يمكن مشاركتها عبر الإنترنت، كما ويعرف الكثير منهم كيفية تغيير إعدادات الخصوصية الخاصة بهم. حقيقةً قد ذكر أكثر من نصفهم أنهم يعرفون عن الإنترنت أكثر من والديهم. ورأى هؤلاء الآباء أيضًا على الأقل بعض المكاسب في الاتصال بالإنترنت أثناء فترة الحظر، فقد اتفق معظمهم على أن التكنولوجيا الرقمية ساعدتهم على البقاء على اتصال بالعائلة والأصدقاء. وقضى سبعة من كل عشرة آباء وقتًا أطول في اللعب مع أطفالهم أو القيام بأنشطة مشتركة معاً أكثر من الأوقات الأخرى.
بشكل عام لم يغير الوباء أنشطة الأطفال عبر الإنترنت بشكل أساسي. بالتأكيد هم يقضون الوقت كله على الإنترنت، لكن المخاطر الكامنة هي نفسها التي كان عليهم التعامل معها من قبل. وكما كان من قبل، فإن الأمر متروك الآن للوالدين للتأكد من أن أطفالهم يستكشفون العالم الرقمي بأمان. لذا تحدث إلى طفلك وأخبره أنه لا يتعين عليه التعامل مع المشكلات عبر الإنترنت بمفرده. تأكد من أن أطفالك سيأتون إليك للتحدث عن أي مخاوف أو تجارب سيئة قد مروا بها. ابحث عن طرق لتحسين المعرفة الرقمية لديهم (ولديك أيضاً). نحن في لوجيسكول نقدم العديد من الدورات التي يمكن حضورها إما في مدارسنا أو عن بعد من المنزل، بما في ذلك الدورات التي تعلم الأطفال طُرقًا آمنة ومسؤولة لاستخدام الإنترنت. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد فتفضل بزيارتنا علىwww.logiscool.com/ar-lb/courses.
