الأطفال في الغابة الرقمية - رُوّاد أم تائهون؟

الرقمنة
لوجيسكول
١١ نوفمبر ٢٠٢١

نسمع الكثير عن جيل ألفا هذه الأيام، إنه الجيل الذي وُلِدَ أفراده في أوائل عام ٢٠١٠ والذي سيدخل أكبر أفراده سنوات المراهقة الأولى في الأعوام القادمة. الكثير من المقالات ومواقع الويب والمقابلات تُبيّن أن جيل ألفا هو الجيل الأول المحاط منذ الولادة بالتكنولوجيا الرقمية الحديثة ويستخدم المعلومات العالمية والشبكات الاجتماعية. نسمع أيضًا أن هؤلاء الأطفال يقضون وقتًا أطول مع أجهزتهم وعلى الإنترنت أكثر من الأجيال السابقة وبالتالي سيؤثر الإنترنت على حياتهم بشكل أكبر. ومع ذلك هناك سؤال يندر أن نسمعه وهو ماهو مقدار الوقت الذي يقضيه جيل ألفا بالتحديد على الإنترنت؟

قد يبدو أمراً مطمئناً أن نفترض أنه إذا أمضى جيل ألفا وقتًا طويلاً على الأجهزة الرقمية ومنصات الإنترنت فإنهم سيكونون بارعين في هذا الأمر. لكن الأصوات المُشكِكة تزداد قوة، فالاستخدام الكثير لا يعني بالضرورة الاستخدام الناضج والذكي والآمن.

صبي يرتدي سماعات الرأس أمام ثلاث شاشات بخلفية زرقاء

أظهرت دراسة أجريت عام ٢٠١٨ في ١٢ دولة وشملت ٤٦،٥٦١ طفلًا في الصف الثامن نتائج مقلقة. صَنَّفت الدراسة المعرفة الحاسوبية والمعلوماتية على مقياس من أربع درجات ومن أجل الوصول إلى أعلى درجة يجب أن يكون الأطفال قادرين على تقييم المعلومات التي جمعوها والحكم عليها. نجح في ذلك ٢٪ فقط من المشاركين في الدراسة ووصل ١٩٪ إلى ثاني أعلى درجة حيث احتاجوا إلى جمع المعلومات وإدارتها بشكل مستقل.

في دراسة أخرى نُشرت عام ٢٠٢١ تبين أنه حتى لو كان غالبية الأطفال يعرفون كيفية استخدام العديد من الأجهزة و المنصات الرقمية الذكية فإنهم لا يزالون غير قادرين على تعلم كيفية استخدامها بشكل جيد بمفردهم. فعلى سبيل المثال قد يكون الطفل قادرًا على إنشاء مقاطع فيديو ومشاركتها على تيك توك بسهولة، ولكن هذه المهارة لا تعني أن الطفل قادر على البحث عن معلومات لأداء الواجبات المدرسية بطريقة موجهة أو أن يكون قادراََ على فصل المعلومات المفيدة من المعلومات غير المفيدة. قد يتمكن الأطفال أيضًا من إيقاف قفل الوالدين على هواتفهم الذكية في لمح البصر، لكن ذلك لن يساعدهم في التعرف على التحرش عبر الإنترنت والتعامل معه عاطفياً إذا واجهوه.

يواجه أطفال اليوم مشكلتين أساسيتين في العالم الرقمي. المشكلة الأولى هي المعرفة التقنية. لا يهم مقدار استخدامك لجهازك الذكي بمستوى مبتدئ فلن يجعل ذلك منك تجيد استخدام التقنيات الأخرى بشكل تلقائي. المشكلة الأخرى هي الاستخدام الناضج والمسؤول والناقد للمعلومات والتكنولوجيا والسوشيال ميديا مما يساعدك على تجنب المعلومات غير الموثوق بها والبيئات الاجتماعية الضارة عبر الإنترنت.

المزيد والمزيد من البلدان في إدراك أنه لا ينبغى ترك جيل ألفا وأجهزتهم الذكية بدون توجيه بل ينبغي قيادة رحلتهم بعناية في العالم الرقمي. هناك العديد من المبادرات المدرسية الجيدة في جميع أنحاء العالم وكلها تهدف إلى تطوير مهارات المعرفة الرقمية لدى الأطفال. ومع ذلك غالبًا ما تتخلف هذه المؤسسات عن التحديات المعقدة لمجال الدراسة سريع الحركة هذا. الحل يكمن في المدارس التي تُدَرِّسُ هذه الكفاءات على وجه التحديد.

المعرفة الرقمية والإتقان التكنولوجي من المتطلبات الأساسية للمستقبل وقد بدأنا للتو ندرك أن هذه المهارات مفقودة لدى الجيل الأصغر الذي افترضنا أنه الأكثر كفاءة ولكنه أيضًا الأكثر عُرضة للخطر. هذا هو السبب في أننا هنا في لوجيسكول نعتبر أنه من المهم السماح للأطفال بالاستعداد للحياة الرقمية بشكل هادف مع التوجيه الصحيح. يمكن للأطفال إتقان هذه المعرفة المستقبلية بشكل مرح وفعّال في مجموعاتنا الصغيرة باتباع المناهج الحديثة التي جمعها متخصصونا من الاستخدام الآمن للإنترنت إلى إنتاج الفيديو إلى البرمجة وعلم الروبوتات.

يمكنك العثور على مزيد من المعلومات حول الدورات و المخيمات وورشات العمل هنا: https://www.logiscool.com/ar-sa.