لماذا يحتاج الأطفال إلى تعليم الذكاء الاصطناعي: رؤى من أولياء الأمور في المجر ورومانيا
الآباء والأمهات يشعرون بثقة أقل تجاه الذكاء الاصطناعي من محو الأمية الرقمية
الآباء والأمهات يعطون الأولوية للذكاء الاصطناعي كأداة لدعم التعلم
لم يعد الذكاء الاصطناعي (AI) مفهومًا بعيد المنال. من الأدوات اليومية مثل المدققات الإملائية وروبوتات الدردشة إلى تطبيقات التعلم المخصصة، يعمل الذكاء الاصطناعي بسرعة على تشكيل طريقة عيشنا وتعلمنا وعملنا. ولكن ما مدى استعداد العائلات لتوجيه أطفالهم في هذا المشهد الرقمي الجديد؟
تقدم استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها شركة لوجيسكول بين الآباء في أوروبا الوسطى والشرقية بعض الإجابات. تكشف النتائج عن اتجاه واضح: بينما يقر الآباء بفوائد الذكاء الاصطناعي، إلا أن العديد منهم يشعرون بعدم الاستعداد لدعم أطفالهم ويشعرون بالقلق من مخاطر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي.
الآباء والأمهات يشعرون بثقة أقل في الذكاء الاصطناعي من محو الأمية الرقمية
في كل من رومانيا والمجر، صنف الآباء والأمهات معرفتهم بالذكاء الاصطناعي أقل بكثير من معرفتهم الرقمية بشكل عام. فقد أعطى الآباء الرومانيون أنفسهم معدل 2.6 من 4، بينما صنف الآباء المجريون أنفسهم أقل بقليل، بمعدل 2.4.
وهذا مهم لأن الأطفال يستخدمون بالفعل أدوات تعمل بالذكاء الاصطناعي. إذا شعر الآباء والأمهات بعدم الثقة، فسيكون من الصعب عليهم توجيه صغارهم نحو الاستخدام الآمن والفعال لهذه التقنيات.

أولياء الأمور يعطون الأولوية للذكاء الاصطناعي كأداة لدعم التعلم
توضح الاستطلاعات أمرًا واحدًا: يرى الآباء والأمهات أن الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة، لكنهم لا يريدون أن يحل محل تنمية المهارات الأساسية. في رومانيا، على سبيل المثال، كانت التطبيقات الأعلى تقييمًا للذكاء الاصطناعي في رومانيا هي توسيع المعرفة العامة (M = 3.3)، وتعلم اللغات الأجنبية (M = 3.1)، وممارسة التهجئة (M = 3.1). أعرب الآباء الهنغاريون عن آراء مماثلة، حيث أعطوا الأولوية للتهجئة (م=3.2)، وتلخيص المواد الدراسية (م=3.1)، وتوسيع المعرفة (م=3.1). تُظهر هذه النتائج أن الآباء والأمهات هم الأكثر دعمًا عندما يساعد الذكاء الاصطناعي الأطفال على التعلم بشكل أكثر فعالية، وتنظيم المعلومات، وتعزيز المواد الأكاديمية الأساسية.
على النقيض من ذلك، عندما يتعلق الأمر بالمهام الإبداعية مثل "إنشاء محتوى أصلي"، انخفض الدعم بشكل ملحوظ (رومانيا: M = 2.9، المجر: M = 2.8 من 4). يعكس هذا قلقًا أعمق: أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المجالات التي تتطلب فكرًا أصليًا وخيالًا وتعبيرًا يمكن أن يقوض قدرة الأطفال على التفكير بشكل مستقل.
تتوافق هذه الأولويات مع أكبر مخاوف الآباء. في كلا الاستطلاعين، كانت المخاوف الأكثر شيوعًا هي أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضعف مهارات حل المشكلات العملية، ويحد من قدرة الأطفال على تقييم المحتوى بشكل نقدي، ويقلل من قدرتهم على التفكير المعقد والعمل المستقل في المشاريع (رومانيا: M≈2.9-3.0؛ المجر: M≈2.6-2.8).

إيجاد التوازن الصحيح
إذا أخذنا الرسالة من الآباء والأمهات معًا، نجد أن الرسالة من الآباء والأمهات متسقة: يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي داعمًا وليس عكازًا. يجب إيجاد توازن بين الدعم الرقمي وإتقان المفاهيم الأساسية. في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة قوية، إلا أنه يجب أن يكون مكملاً وليس بديلاً عن تنمية التفكير المستقل وحل المشكلات والتعبير عن الذات. ليس حلاً مستدامًا إذا نما اعتماد الأطفال على الذكاء الاصطناعي للتعبير عن أفكارهم أو إكمال المهام الأساسية.
يجب أن تكون المؤسسات الداعمة للتعليم الرقمي صريحة في هذا الشأن - ونحن في لوجيسكول، صارمون جدًا في تعليم الأطفال عدم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أكثر من اللازم. فالأولوية هي بناء مهارات أساسية قوية مثل القراءة النقدية والكتابة والحساب قبل تقديم الذكاء الاصطناعي كتعزيز. يعكس هذا النهج تعليم الرياضيات: يتعلم الأطفال أولاً حل المسائل يدوياً، وبناء الفهم والثقة، ولا يتم دمج الآلات الحاسبة لتوسيع قدراتهم إلا في وقت لاحق.

كيف تتعامل العائلات مع تعليم الذكاء الاصطناعي
غالبية كبيرة من الآباء في كلا البلدين يناقشون بالفعل الذكاء الاصطناعي مع أطفالهم في المنزل (78-79%). بل إن العديد منهم يتعلمون عن الذكاء الاصطناعي مع أطفالهم - 37٪ في المجر و57٪ في رومانيا.
ومن المثير للاهتمام أن البلدين يختلفان عندما يتعلق الأمر بالتعلم خارج المنهج الدراسي. في هنغاريا، 5.5% فقط من الآباء والأمهات يسجلون أطفالهم في دروس خارجية عن الذكاء الاصطناعي. في رومانيا، الرقم أعلى قليلاً في رومانيا بنسبة 25٪. والأكثر إثارة للدهشة: يميل الآباء الرومانيون الذين يتعلمون في المنزل مع أطفالهم إلى الشعور بالكفاءة في الذكاء الاصطناعي أكثر من أولئك الذين يعتمدون على الدورات الخارجية - على عكس النمط المجري.

ما أهمية ذلك
تشير هذه النتائج إلى الحاجة الملحة: لا يمكن أن ينتظر تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال. يتوق الآباء إلى دعم أطفالهم ولكنهم غالباً ما يشعرون بأنهم يفتقرون إلى الخبرة. يجب أن تتدخل المدارس والبرامج اللامنهجية والمنظمات التعليمية لسد هذه الفجوة - ليس فقط تعليم الأطفال كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضًا كيفية التفكير النقدي وحل المشكلات بشكل مستقل والموازنة بين التكنولوجيا والإبداع.
في الوقت نفسه، يحتاج الآباء إلى موارد للتعلم جنبًا إلى جنب مع أطفالهم، حتى يتمكنوا من البقاء على اطلاع وتقديم التوجيه في المنزل.
الأفكار النهائية
إن الذكاء الاصطناعي موجود ليبقى، وسوف ينشأ شباب اليوم في عالم سيكون فيه استخدامه بفعالية ومسؤولية أمراً ضرورياً مثل القراءة والكتابة والحساب. وبالفعل، تتطلب كل مهنة اليوم تقريبًا - من التسويق والتصميم إلى الرعاية الصحية والقانون والهندسة وحتى الحرف الماهرة - مستوى معينًا من المعرفة الرقمية والذكاء الاصطناعي. وسرعان ما أصبحت القدرة على فهم أدوات الذكاء الاصطناعي وتقييمها وتطبيقها من التوقعات الأساسية في سوق العمل.
وهذا يعني أن الأطفال الذين يتعلمون كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية سيكون لديهم ميزة واضحة: سيكونون قادرين على حل المشاكل بكفاءة أكبر، والتكيف مع التقنيات الجديدة، والحفاظ على قدرتهم التنافسية في مكان عمل سريع التغير. من ناحية أخرى، فإن أولئك الذين يكبرون دون مهارات الذكاء الاصطناعي سيجدون أنفسهم معرضين لخطر التخلف عن الركب، وسيخسرون الفرص التعليمية والمهنية لصالح أقرانهم الذين هم أكثر استعداداً.
الخيار في أيدينا كآباء ومعلمين ومجتمعات. فإما أن نزوّد أطفالنا بالمعرفة والثقة اللازمة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة للنمو والإبداع، أو أن نتركهم غير مستعدين لمستقبل لا تكون فيه هذه المهارات اختيارية بل ضرورية.
في لوجيسكول، نعتقد أن الإجابة واضحة: منح الأطفال الفرصة. فمن خلال تعليمهم ليس فقط كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، بل كيفية التشكيك فيه والتفكير النقدي وتطبيقه بمسؤولية، نساعدهم على ضمان دخولهم المستقبل كقادة ومبدعين ومبتكرين - وليس مجرد مستخدمين سلبيين للتكنولوجيا.
هل أنت مهتم بالنتائج الأخرى؟ اطلع على منشورات مدونتنا حول محو الأمية الرقمية والسلامة على الإنترنت لمعرفة رأي أولياء الأمور وكيف يمكننا إعداد الأطفال بشكل أفضل للعصر الرقمي.